ثقافة وأخبار عامة

البحث عن المدينة الفاضلة بات ممكنًا في عالم ميتافيرس

تقوم إحدى أبرز شركات الهندسة المعمارية في العالم بتصميم جديد خاص بعالم “ميتافيرس”، يتمثل بمدينة افتراضية تأمل أن تكون مدينة فاضلة ليبرتارية. وكشفت شركة زها حديد للمهندسين المعماريين عن تصاميم لمدينة ليبرلاند ميتافيرس “الإلكترونية الحضرية”، وهي مدينة افتراضية صغيرة مكونة من مبانٍ مستقبلية منحنية بأسلوب معماري تميزت به شركة المهندسة المعمارية اللامعة الراحلة. وعند اكتمال المدينة، ستوفر للمستخدمين القدرة على دخولها كصورة رمزية، وستضم قاعة للمدينة ومساحات عمل تعاونية ومتاجر وحاضنات أعمال، إضافة إلى معرض لعرض الرموز غير القابلة للاستبدال. أما المجتمع الذي تأمل ببنائه فيتمتع بحكم ذاتي، بالإضافة إلى عدد قليل من القواعد والأنظمة الفنية

وتستند هذه المثل العليا إلى ما يسمى بـ”جمهورية ليبرلاند الحرة”، وهي دويلة حقيقية أسسها السياسي التشيكي فيت غيدليكا عام 2015، بهدف تنفيذ القيم التحررية الحكومية الصغيرة. وتقع المنطقة بين صربيا وكرواتيا وتمتد على مساحة 2.7 أميال، وهي أكبر حجمًا من الفاتيكان وموناكو، ومتنازع على أرضها ولا تطالب بها أي من الدولتين. ومنذ تأسيسها، لم ينتقل أحد إلى ليبرلاند، التي تفتقر إلى أي بنية تحتية، ولم يبدأ فيها البناء بشكل جدي، لكن لديها 7 آلاف مواطن إلكتروني معتمد، و700 ألف طلب من أشخاص يريدون العيش فيها، تمتلك الدويلة أيضًا علمها الخاص ونشيدها الوطني وعملتها الرقمية الخاصة. عند تأسيسها، رفضت كل من صربيا وكرواتيا الدويلة، من خلال تصريحات ، قالت فيها وزارة الخارجية الصربية إنها تعتبرها “عمل تافه لا يحتاج إلى مزيد من التعليق”. ولم يُعترف بدويلة ليبرلاند من قبل أي دولة أخرى.

والآن، تأمل الدويلة بمشاركة مطالبتها الاعتراف بها في العالم الافتراضي. تعد منصة “ميتافيرس”، التي يتم بناؤها غالبًا باستخدام تقنية سلسلة الكتل “البلوك تشين”، مساحة مثالية لتزدهر مُثُل الليبرتارية، وفقًا للمهندس الرئيس بشركة باتريك شوماخر، بسبب أهداف الفلسفة السياسية المشتركة المتمثلة باللامركزية والاستقلالية. وقد كان شوماخر مهتمًا بدويلة ليبرلاند منذ تأسيسها عام 2015، وبعد فترة وجيزة حضر مؤتمرها الأول. وقال: “إنه مشهد حيوي جدًا يتألف من مساهمين.. بينهم الكثير من رواد الأعمال في مجال تكنولوجيا المعلومات، والعملات المشفرة، والتكنولوجيا الذين يجدون العالم مقيدًا للغاية”، على حد وصفه.

الحرية في العمارة
ورغم أن العديد من مفاهيم عالم “ميتافيرس” ولدت من جماليات ألعاب الفيديو، إلا أنه من المفترض أن تكون العمارة الرقمية في ليبرلاند أكثر ترسيخًا للواقع. أما عن المباني، فرغم كونها ذات طابع مستقبلي للغاية، إلا أنها تشبه التصورات المعمارية النموذجية، وتتميز بأسلوب العمارة البارامترية، وهو أسلوب يستخدم خوارزميات الحاسوب لإنشاء أشكال معقدة.

وقال شوماخر “أعتقد أن ميتافيرس ليس عالمًا خياليًا. وليس لعبة فيديو”، مضيفًا أن “هندسة ليبرلاند ميتافيرس غير عادية وفريدة من نوعها، ولكنها في نفس الوقت واقعية بكل ما يتعلق بأنواع العمارة التي بنيناها بالفعل والمستقبلية”. ورغم ذلك، أضاف شوماخر، هناك المزيد من الحرية في التصميم الافتراضي. تُظهر التصورات قدرة الشركة على تجاوز حدود ما يمكن أن تحققه بالمباني الواقعية، من الميزات المستحيلة مثل التحليق فوق الأسطح، إلى التصميمات الداخلية الشاسعة التي لا يتعين عليها أخذ اعتبارات مثل كفاءة الطاقة. وأعرب شوماخر عن حماسته أيضًا بشأن إمكانية البيئات التكيفية، التي تضم غرفًا مثل القاعات التي يمكن أن تتوسع بناءً على عدد المستخدمين فيها.

ويشير عالم “ميتافيرس” مباشرة إلى العالم الحقيقي، ويحاكي حدود جمهورية ليبرلاند الحرة عينها. ويشكل نظام الملكية الافتراضية والمادية للأرض أحد أهم المزايا الرئيسية للمشروع، مع امتلاك أصحاب المصلحة الرقميين جزءًا من التضاريس أيضًا.

ويوضح شوماخر أن هذه التفاصيل لا تزال قيد الدراسة. وأوضح أنّها “قد تكون نسبة؛ وقد تكون قطعة أرض معينة.. لم نقم بحل هذه المعضلة بالكامل، لكننا نحب هذا التكامل بين الأرض الافتراضية والحقيقية”.

لا تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرئيسيةفئاتحساب
بحث