الفرق بين التدريب والتيسير – 5 نقاط أساسية يمكن التفريق بينها

يوجد العديد من نقاط الاختلاف بين التدريب والتيسير، ومن الضروري معرفة هذه النقاط بشكل جيّد، إذ تختلف مهام المدرب جذريًّا عن مهام الميسّر، كما يوجد اختلاف واضح بين ما يتوقعه المدرب من المتدربين، وبين ما يتوقعه الميسّر منهم.

في هذا المقال سنتعرف على الفرق بين التدريب والتيسير، محدّدين بذلك نقاط الاختلاف الأساسية، بحيث يصبح بالإمكان اختيار الأسلوب الأمثل لأهدافك.

الفرق بين التدريب والتيسير

التدريب أو Training يفترض وجود شخص خبير في مجالٍ محدّدٍ، يقوم بنقل خبراته إلى المتدربين -يُفترض أنهم أقلّ خبرةً في هذا المجال- وذلك باستخدام أساليب مختلفة، تضمن وصول المعلومات للمتدربين، ممّا يوسّع من مداركهم، ويحسّن من مهاراتهم في المجال المذكور.

التيسير أو Facilitation يفترض وجود ميسّر يقوم بتسهيل النقاش بين مجموعة من المشاركين أو المتدربين، من خلال إدارة الحوار واستخدام الأساليب التفاعلية التي تساعد المشاركين في بناء خبراتهم في مجالٍ ما ومشاركة هذه الخبرات فيما بينهم، ولا يفترض التيسير أن يكون الميسر أكثر خبرةً من المشاركين في المجال المحدد.

التدريب التيسير
1.     يتبع تسلسل هرمى. 1.     يعتمد على بيئة تعاونية.
2.     يحفز التعلم. 2.     يحفز التفكير.
3.     يوجد فيه تطبيق للمهارات المكتسبة. 3.     قد يوجد فيه تطبيق للمهارات المكتسبة.
4.     يمكن التخطيط له مسبقًا. 4.     لا يمكن التخطيط له ويحتاج للمرونة.
5.     تأثير طويل الأمد. 5.     تأثير قصير الأمد.

يكمن الفرق بين التدريب والتيسير في كون التدريب يتبع تسلسلًا هرميًّا في نقل المعلومات، بينما التيسير يتطلّب تعاونًا أكبر من طرف المشاركين في الورشة التدريبية، فيما يلي الفوارق الأساسية بين التدريب والتيسير.

نقل المعلومات

يعتبر أسلوب نقل المعلومات من أهم نقاط الفرق بين التدريب والتيسير، ففي التدريب يقوم المدرب بنقل معلوماته إلى الطلاب، سواء كان ذلك عن طريق استخدام الأسلوب التلقيني الكلاسيكي، أو من خلال استخدام أساليب التعلم النشط التفاعلي.

في التيسير لا يتم نقل المعلومات، إنما يساعد الميسر المشاركين في بناء هذه المعلومات وتطويرها ومشاركتها فيما بينهم، بطريقة أكثر تعاونيّةً وتفاعلًا من التدريب، وذلك عن طريق الأنشطة المشتركة والحوار والنقاش.

بمعنى آخر يتبع التدريب هيكلًا هرميًّا، يكون فيه المدرب رأس الهرم، وتنتقل المعلومات في هذا النظام من رأس الهرم إلى قاعدته التي يكون فيها المتدربين، بينما يكون للتيسير هيكلًا تعاونيًّا، تنتقل فيه المعلومات بشكلٍ متبادل في كل المستويات.

التفكير والتعلم

الفرق بين التدريب والتيسير يكمن في تجربة المشاركين فيهما، ففي التدريب يكون المشارك مركّزًا على التعلم، أو اكتساب المعرفة من مصدرٍ محدّدٍ، وهذا بدوره يعني أن تجربة المشاركين ستكون ليزريّة التركيز، موجهةً نحو مصدر المعلومات.

في التيسير تكون تجربة المشترك تعاونيةً أكثر، يركز فيها المشارك على التفكير مع بقية المشاركين، لا على التعلم من الميسّر، إذ تقتصر مهمّة الميسر على توفير الظروف الملائمة ليكون الحوار والنقاش بين المشاركين مثمرًا، ينتج عنه نتائج إيجابية.

تطبيق الأفكار

يعتبر تطبيق ما تم تعلمه خلال الدورة التدريبية بنجاحٍ من أهم أهداف التدريب، إذ يقوم المدرب بتعليم المشاركين مهارةً ما، ويحرص المدرب على أن يقوم المشاركون بتطبيق ما تعلّموه، قد يكون ذلك من خلال وضع المتدربين في سيناريو يحتاجون فيه لتطبيق ما تعلموه لحل مشكلةٍ ما.

الفرق بين التدريب والتيسير في هذا المجال يكمن في كون التيسير يركّز على التواصل وتناقل الأفكار ومشاركتها بين المتدربين، أكثر من تطبيقها كما يحدث في التدريب، إذ لا يعتبر تطبيق الأفكار من واجبات الميسر، ولا يجب على المشاركين توقع ذلك من الميسر.

المرونة 

يأخذ التدريب منحىً خطيًّا مقارنةً بالتيسير، إذ يضع المدرب أهدافًا لتدريبه، وبناءً على هذه الأهداف يختار الأسلوب، ويقوم بتقسيم الدروس والطرق الواجب اتباعها لتطبيق الأفكار وتقييم أداء المتدربين وبالتالي الدورة التدريبية، وما أن يصل المدرب إلى الصيغة الناجحة، فإنه نادرًا ما يجري أي تعديلاتٍ على هذه الصيغة.

في المقابل لا يمكن للميسّر أن يتوقّع تمامًا ما سيجري خلال الورشة أو الجلسة، لذلك لا يمكنه وضع خطّة مسبقة تضبط التفاعلات التي ستتم بين المشاركين، إذ لا تعطي الطبيعة التعاونية للتيسير مجالًا للتخطيط الدقيق؛ لذلك يجب على الميسر أن يتمتع بمرونة كبيرة تساعده على إعطاء أفضل تجربة للمشاركين.

فترة التأثير

الفرق بين التدريب والتيسير يكمن في كون التدريب يركّز على النتائج طويلة الأمد غالبًا، إذ يعي المدرب أن ما يقوم بتعليمه للطلاب لن يُحدث أثرًا فوريًا، إنما هو بحاجة للتعزيز والتدريب والتحسين بشكل مستمر، عندها يمكن أن يعطي التدريب نتيجةً واضحةً على المشاركين.

بينما في حال التيسير يكون التركيز غالبًا منصبًا على النقاش مع المشاركين للخروج بقرارٍ يمكن البدء فيه فورًا، أو ربما تعزيز الوعي بفكرة ما، وهذا يتم مباشرةً بعد انتهاء الجلسة، أي بمعنى آخر، يركز التيسير على النتائج قصيرة الأمد على عكس التدريب.

الخاتمة

ويختلف التدريب عن التيسير في كونه يتبع هيكلًا هرميًّا، بينما يتبع التيسير نموذجًا تعاونيًّا، ومن الضروري فهم هذه الفوارق بشكل جيد لاختيار الأسلوب الأفضل والأكثر ملاءمةً لأهداف التدريب.